العقم عند النساء والرجال اسبابه وعلاجه

15% من الازواج يواجهون مشاكل في عدم الانجاب في السنة الاولى من الزواج، وعدم الانجاب لا يعني بالضرورة العقم، لأن العقم بالمصطلحات الطبية هو الحالة الدائمة التي لا أمل معها في الانجاب.

40% من هذه الحالات يكون السبب فيها متعلق بالمرأة، و40% متعلقة بالرجل وهنالك نسبة ما بين 15 – 20% من الحالات اسبابها غير معروفة، وغير محددة.

د. نقولا فرح اخصائي طب النساء ومشاكل العقم، ومدير قسم الولادة في مستشفى العائلة المقدسة، تحدث لموقع "طبيبكم" عن مشاكل العقم عند الرجال والنساء، اسبابها وأنواعها وسبل علاجها في هذه المقابلة.

ما هي اسباب العقم لدى الرجال؟

اسباب العقم لدى الرجل تعود اما لأسباب خلقية، أو لأسباب مكتسبة.

الاسباب الخلقية هي تشوهات خلقية او امراض او عدم تكون كامل للجهاز التناسلي أو ربما تكون لها عوامل وراثية ومشاكل في الكروموزومات الذكرية. أما الاسباب المكتسبة فتعود الى خلل في الهرمونات في وظائف الغدد الباطنية، او في القنوات المسؤولة عن نقل "الزرع" من الخصيتين الى حالة القذف، او كل مرض آخر يصيب الخصيتين او المسالك البولية، وهما موضعي "الانتاج" و"القذف" للحيوانات المنوية، ممكن ان يسبب العقم لدى الرجال.

معظم حالات العقم عند الرجال اسبابها تكون غير معروفة، لذلك فان علاج العقم او عدم الانجاب لدى الرجال أصعب وأكثر تعقيدا منه لدى النساء. هنالك أمر شديد الاهمية يمكن ان يؤثر بشكل حاد جدا على عدم انجاب الرجل وهو المتعارف عليه باسم "ابو زمور" وهو التهاب فيروسي يصيب الغدد اللعابية، وهذا الفيروس لديه ميول لاصابة منطقة الخصيتين في فترة الطفولة، وهو قادر على تدمير كل الخلايا التي تنتج الحيوانات المنوية.

اسباب أخرى قد تكون نتيجة مرض السكري او ضغط الدم المرتفع او امراض اخرى قد تؤثر على انتاج الحيوانات المنوية، كالالتهابات في الخصيتين، او التهاب البروستاتا، او المسالك البولية التي تصيب الشخص عادة من العلاقات الجنسية المتعددة وغير المراقبة، وفي السنوات الأخيرة نشهد اسبابا أخرى متعلقة بالبيئة أو بطبيعة العمل، كالرجال الذين يعملون في درجات حرارة عالية في الاسفلت وتعبيد الشوارع، او الفلاحين الذين يستخدمون انواعا من الاسمدة التي قد تعيق انتاج الحيوانات المنوية، مع مرور الوقت، وكذلك المهن التي تتطلب من العامل الجلوس لفترات طويلة كسائقي الشاحنات وسيارات الأجرة، وليس صدفة ان الخصيتين موجودتين خارج الجسم، لانهما تحتاجان الى درجة حرارة منخفضة أقل من درجة حرارة الجسم. وعندما ترتفع درجة الحرارة الأمر قد يؤثر على انتاج "الزرع".

ركوب الدراجات الهوائية هل يؤدي الى زيادة الضغط على الخصيتين وبالتالي الى العقم؟

ليس هنالك قاعدة يمكن الاعتماد عليها بهذا الشأن، كثيرا ما يعتمد الأمر على جسم الفرد وتجاوبه مع البيئة المحيطة، فلو قلنا على سبيل المثال ان التدخين يؤثر انتاج الحيوانات المنوية، فقد نجد رجلا مدخنا لديه عشرة اولاد!! فالأمر نسبيا وفرديا أكثر مما هو معادلة أو قاعدة ثابتة.

أضف الى ذلك حالات الاصابة بالفتق أو أمراض سرطانية كلها قد تؤثر على الانجاب، فضلا عن الحالات النفسية والضغوط التي تأخذ حيزا واسعا من الابحاث اليوم، والتي قد تؤدي الى عدم الانتصاب أو الى حالات قذف مبكر او تؤثر على انتاج الحيوانات المنوية.

ممارسة العادة السرية بكثرة في جيل المراهقة هل تؤدي الى العجز الجنسي في المستقبل؟

لا.. العادة السرية هي عملية جنسية ينفذها شخص واحد بنفسه دون شريك، وهي لا تسبب العقم أو العجز الجنسي، ولكنها من المحتمل ان تسبب ما يعرف بالقذف السريع عند الممارسة، بسبب التهيج المفرط، وهذا ليس مؤكد علميا.

40% من حالات العقم يكون السبب فيها متعلق بالمرأة، و40% متعلقة بالرجل وهنالك نسبة ما بين 15 – 20% من الحالات اسبابها غير معروفة، وغير محددة.

مشاكل العقم لدى المرأة

الناحية النفسية هي واحدة من الأسباب الرئيسية للعقم لدى المرأة، فجسم المرأة حساس جدا للمتغيرات، واذا تعرضت لصدمة ما نتيجة حدث معين، أو تغيير في انماط الغذاء، او تغير الطقس، تجد كل ذلك يؤثر على الدورة الشهرية لدى المرأة، وهذا التغير يرافقه تغير في الهرمونات وانتاج البويضات الناضجة والمهيأة للتلقيح.

أما الاسباب العضوية فنحن نعرف ان الدورة الشهرية تخضع لعمل الغدة النخامية والدماغ، فالدورة الشهرية تبدأ بأوامر وهرمونات مصدرها الدماغ، الى الغدة النخامية التي بدورها تهيء المبيض، الذي ينتج البويضة ويعد الرحم لاستقبال البيضة الملقحة. أي خلل يطرأ على أي من هذه العناصر أو الأعضاء من شأنه احداث اضطراب في الدورة الشهرية وبالتالي عدم انتاج بويضة جاهزة للتلقيح.

كيف يمكن تحديد مكان الخلل؟

هنالك حالات تنتج فيها الغدة النخامية فائض من هرمون الحليب "برولاكتين" وهو أول ما نقوم بفحصه لدى المرأة، ومن ثم نفحص الهرمون الذي ينتجه المبيض، فاذا وجدنا خلل في واحد من هذين الفحصين، نستطيع ان نخمن ان المشكلة هي في الغدة النخامية، في المرحلة الأكثر تقدما نقوم بفحص المبيض، الذي يتلقى الأوامر من الغدة النخامية، وعندها نتجه الى احتمال ان يكون هناك تكيس في المبيض، وهو عبارة عن مبيض يحتوي عددا كبيرا من البويضات المكيسة (داخل أكياس) لكن هذه البويضات لا تنضج الى الحد الذي يمكنها من انتاج بويضة ناضجة وقابلة للتلقيح.

مشاكل أخرى قد يكون سببها قنوات فالوب أو ما يعرف بالعامية (المواسير) التي قد تغلق بسبب التهابات معينة، او وجود أكياس سوائل تضغط على هذه القنوات فتمنع البويضات من المرور عبرها، فضلا عن التشوهات الخلقية في الرحم والجهاز التناسلي والمبيض، واحيانا أخرى يكون التشوه بالمهبل كالالتصاق والانسداد التي تعيق وصول الحيوانات الى المبيض واتحادها مع البويضة الناضجة.

هل هنالك علاجات لكل هذه الحالات؟

بالنسبة للخلل في وظيفة الغدة النخامية يمكن علاجها بالأدوية، وهي متعددة ويكون العلاج حسب النقص في نوع الهرمون الذي تنتجه الغدة، منها العقاقير أو الحقن التي تؤثر مباشرة على المبيض، وفي السنوات الأخيرة حقق هذا المجال (علاج العقم) قفزة نوعية هائلة.

ام في الحالات التي يكون فيها انسداد في قنوات فالوب، فان العلاج عادة يكون في اللجوء الى التلقيح خارج الرحم (الانبوب). كما يتم اللجوء الى التلقيح في الحالات التي يكون فيها عدد الحيوانات المنوية عند الرجل أقل من المعدل، أو نسبة كبيرة من هذه الحيوانات مشوهة أو حركتها ضعيفة. عندها نلجأ الى عملية تحسين وحقن هذه الحيوانات المنوية في المبيض.

متى تلجأ المرأة حديثة الزواج الى العلاج اذا لم يحدث العمل؟

بعد سنة من محاولات الحمل بشكل طبيعي، فاذا لم ينجح الزوجان يتوجب عليهما التوجه للعلاج، وأنا لا اتنازل عن ضرورة خضوع الزوج للفحوصات ايضا، الا في حالات استثنائية وظهور مؤشرات او علامات غير طبيعية كظهور شعر كثيف على جسم المرأة مثلا، فان هذه المرأة تنتج هرمونات ذكرية. او في الحالات التي تكون فيها الدورة الشهرية كل شهرين او ثلاثة اشهر، أو امرأة لا تستطيع تحمل الممارسة الجنسية، كل هذه مؤشرات غير طبيعية تحتاج الى استشارة الطبيب في مراحل متقدمة دون انتظار.

 ما الذي يحدث مع تقدم المرأة في العمر؟

فوق سن 35 تقل جودة البويضات لدى المرأة، اما الرجل فتضعف قدرته أو رغبته في الممارسة الجنسية

في أي سن يعتبر الحمل خطرا؟

فوق سن 35 ننصح باجراء فحوصات اضافية للمرأة الحامل، وحسب انظمة وزارة الصحة فوق سن 37 يتوجب على كل امرأة حامل اجراء فحص ماء المشيمة. اضافة الى فحوصات السكري والكبد والكلى.

حبوب منع الحمل هل تسبب العقم؟

اذا كانت الدورة الشهرية منتظمة لدى المرأة قبل تناولها حبوب منع الحمل، فان هذه العقاقير لا تسبب العقم. بل احيانا تحل هذه العقاقير مشاكل العقم، وفي كثير من الحالات نوصي النساء بتناول حبوب منع الحمل من أجل تنظيم الدورة الشهرية، وغالبا ما يحدث الحمل بعد التوقف عن تناول هذه الحبوب او العقاقير.

مفاهيم ومعتقدات اجتماعية خاطئة!

هنالك العديد من المعتقدات الخاطئة التي تتداولها النساء وخاصة كبيرات السن، في حين ان الخطأ الحقيقي كان يحدث في زمانهن حين كانت السيدات تلجأن الى العلاج لدى المسنات اللواتي يعالجن بالأعشاب وبالطب الشعبي لعدم قدرتهن على الوصول الى الطبيب المختص. من هذه المعتقدات الخاطئة جئنا على ذكر حبوب منع الحمل وعلاقتها بالعقم، والصحيح هو ان حبوب منع العمل اطلاقا لا تسبب العقم. الاعتقاد بأن تعرض الرجل الى ضربة قوية في الظهر قد تؤثر على الانجاب.. هذا اعتقاد خاطئ. الاعتقاد بأن ابرة الظهر "ابيدورال" تسبب الشلل أو العقم، أو أوجاع الظهر في المستقبل، هذا غير صحيح. الاعتقاد بان لا يجوز استعمال اللولب كوسيلة لمنع الحمل بعد عملية قيصرية غير صحيح.

المرأة التي تجهض حملا وتجري عملية تجريد بطانة الرحم، هل هذا يؤثر على الحمل مستقبلا؟

ليس بالضرورة ان تؤثر هذه العملية، فإذا أجريت عملية التجريد التي تجرى عادة بواسطة ما يشبه الملعقة، بشكل سليم فان خلايا الرحم تتجدد من تلقاء نفسها، أما اذا أجريت بشكل عميق فانها قد تؤذي بطانة الرحم والأنسجة المسؤولة عن تجدد خلايا بطانة الرحم عندها لا يعود هناك انتاج لخلايا الرحم، وقد تحدث التصاقات داخل الرحم. نحن نفضل عملية الشفط على التجريد.